© رويترز
سيجادل البعض بان وظيفة مدرب الزمالك تلائم حسن شحاتة تماما لكن مدرب منتخب مصر لكرة القدم السابق قد يكون في طريقه لأصعب تحد في مسيرته الطويلة التي تتضمن انجازات رائعة كلاعب ومدرب.
وفي ظل تعيينه مدربا لناد تتوق قاعدة جماهيره الضخمة - التي تتجاوز حدودها مصر - لانهاء حالة صيام طويل عن احراز الألقاب فان شحاتة الذي أكمل 64 عاما الشهر الماضي سيستدعي كل خبرته التي صقلها من خلال قيادته للمنتخب الوطني لانجاز غير مسبوق باحراز لقب كأس الأمم الافريقية ثلاث مرات متتالية من 2006 الى 2010.
وسيواجه شحاتة تحديات عديدة لوضع حد لسيطرة المنافس التقليدي الأهلي على لقب الدوري الممتاز في المواسم السبعة الأخيرة من بينها تشكيلة انكشف تواضعها في المراحل الأخيرة للموسم المنصرم عندما ضربت الاصابات لاعبين أساسيين وفشلت مقاعد البدلاء في توفير دعم مناسب للمدرب السابق حسام حسن.
ولن يحظى شحاتة برفاهية اختيار لاعبين مثلما أتيح له عندما تولى تدريب مصر لنحو سبع سنوات من 2004 وحتى الشهر الماضي وسيصطدم بأزمة مالية طاحنة يرزح الزمالك تحت وطأتها.
واشتكى المدرب السابق حسن من اخفاق الإدارة في التعاقد مع لاعبين بارزين بسبب القدرات المحدودة للنادي في مواجهة الذراع المالية الضخمة للأهلي منافسه اللدود.
وناهيك عن الصعوبات التي يواجهها الزمالك في التعاقد مع لاعبين كبار يكلفون النادي الكثير فان راتب شحاتة نفسه قد يمثل معضلة. وذكرت تقارير ان شحاتة طلب الحصول على 250 ألف جنيه شهريا (نحو 42 ألف دولار).
كما ان علاقة شحاتة بالمهاجم أحمد حسام (ميدو) - الذي منعه خطأ إداري من اللعب في الموسم المنصرم عقب انتقاله من ميدلسبره الانجليزي في يناير كانون الثاني - متوترة بسبب خلاف علني نشب بينهما في كأس الأمم الافريقية 2006 عندما كان شحاتة يقود مصر.
وازداد الشرخ في علاقة الاثنين بعد استبعاد ميدو على نحو مفاجيء من التشكيلة النهائية في كأس الأمم الافريقية 2010 رغم استدعائه لمعسكر الاعداد البطولة.
وعلاقة شحاتة بلاعب الزمالك البارز محمود عبد الرازق (شيكابالا) ليست على ما يرام أيضا بعد ان اتهمه المدرب في أكثر من مناسبة بعدم الرغبة في اللعب للمنتخب الوطني.
وميدو وشيكابالا بجانب المهاجم عمرو زكي والحارس عبد الواحد السيد ربما يكونوا الأسماء الكبيرة فقط في تشكيلة الزمالك مقارنة بقائمة طويلة من اللاعبين البارزين في الأهلي.
ورغم ان شحاتة من علامات الزمالك عبر تاريخه فان علاقته بالجماهير لا تعد مثالية مؤخرا لأسباب من بينها خلافه مع ميدو وقد يستدعي ذلك عقد مقارنات بينه وبين حسام حسن الذي يحظى بشعبية جارفة لدى الجماهير وكان قرار عدم تجديد عقده بمثابة صدمة.
لكن هناك ايجابيات أيضا للزمالك في تعيين شحاتة.
وقد تمثل علاقة شحاتة الممتازة بلاعبي منتخب مصر عامل جذب للانضمام الى الزمالك رغم الأزمات المالية.
وربطت تقارير صحفية بالفعل أحمد حسن قائد منتخب مصر - الذي استغنى عنه الأهلي هذا الأسبوع - والانتقال للزمالك وقد يحسم وصول شحاتة لمنصب الرجل الأول الأمر. والاثنان علاقتهما مثالية وحمل حسن (36 عاما) كأس الأمم الافريقية ثلاث مرات تحت قيادة شحاتة.
ومن بين اللاعبين الذين سعى الزمالك ورائهم طويلا المهاجم الدولي أحمد عيد عبد الملك لاعب حرس الحدود الذي قد يغريه شحاتة بالعودة لناديه القديم. وربما يمثل الزمالك ملاذا جيدا لحسني عبد ربه لاعب وسط الإسماعيلي ومنتخب مصر الذي انتهى بالفعل تعاقده مع ناديه رغم أن راتبه المرتفع قد يشكل عبئا بالغا على الزمالك.
وبالاضافة الى ذلك سيحظى شحاتة بافضلية ولو معنوية على الأقل على البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلي.
وفي المواجهة الوحيدة التي جمعت بينهما وكانت في نهائي كأس مصر عام 2004 نجح شحاتة في قيادة المقاولون العرب الذي كان يلعب في الدرجة الثانية انذاك لفوز مفاجيء على الأهلي في واحد من انجازات المدرب العديدة.
وسيرسم نجاح شحاتة في اغراء لاعبين مثل حسن قائد مصر وعيد عبد الملك وعبد ربه واخرين في الانضمام للزمالك رغم أزماته المالية وايضا في نيل دعم الجماهير مصير المدرب المخضرم في أصعب تحد يواجهه عقب سبع سنوات من استمتاعه بمذاق الانتصارات مع منتخب مصر في الفترة نفسها التي توارى فيها الزمالك في ظل منافسه التقليدي.